عبدالله القواسمة (أبوظبي)
يظهر المصنفان الأول والثاني على الصعيد العالمي الصربي نوفاك ديوكوفيتش والإسباني رفايل نادال اليوم في نصف نهائي النسخة الحادية عشرة لبطولة مبادلة العالمية للتنس التي يعودان إليها العام الحالي، أملاً بتدشين مسيرتهما في الموسم المقبل بلقب مهم يلبي تطلعاتهما وحضورهما التنافسي.
ويقبل نادال المصنف الثاني على تحدٍّ صعب، عندما يواجه الجنوب إفريقي كيفن أندرسون المصنف السادس في الخامسة مساء، وتشهد المواجهة آخر حاملين للقب بعدما نجح أندرسون في تخطي عقبة الكوري الجنوبي هيون تشونج المصنف 25 أمس بنتيجة 2-1 بعد مجريات مثيرة استمرت زهاء ساعتين ونصف الساعة، فبعدما دانت المجموعة الأولى لتشونج بنتيجة 7-6 كان أندرسون ينتفض في المجموعتين التاليتين، ويقصي خصمه، بواقع 6-2 و6-1.
ويعقب مواجهة نادال – أندرسون، لقاء قمة بين الصربي نوفاك دوكوفيتش أمام الروسي كارين كاشنوف المصنف 11 بعدما نجح الأخير في إقصاء النمساوي دومنيك ثيم المصنف الثامن بمجموعتين دون مقابل، في مباراة جاءت مجرياتها صعبة بالمجموعة الأولى التي أنهاها النجم الروسي لصالحه 7-6 قبل أن يجهز على خصمه في المجموعة الثانية، بواقع 6-3 لينجح بالتالي في بلوغ نصف النهائي في أول مشاركة له ببطولة مبادلة العالمية.
وأطل كل من نادال وديوكوفيتش، إلى جانب الشقيقتين الأميركيتين سيرينا وفينوس ويليامز على وسائل الإعلام المحلية والعالمية أمس قبل تدشين مشاركتهما في النسخة الحادية عشرة للبطولة، إذ ظهر ديوكوفيتش متأهباً للمنافسة بقوة على لقب النسخة الحادية عشرة للبطولة التي سبق له الظفر بلقبها ثلاثة أعوام على التوالي 2011، 2012، 2013.
وبعدما دخل ديوكوفيتش العام الحالي في المرتبة 22 على الصعيد العالمي نجح وعلى مدار الأشهر الماضية في استعادة صدارة التصنيف العالمي متخطياً عائق الإصابة التي تعرض لها في المرفق واضطرته إلى إجراء عملية جراحية، قبل أن يستغرق العلاج الطبيعي الذي خضع له ما يقرب من الشهرين «فبراير ومارس الماضيين» ليدخل غمار البطولات العالمية بعد ذلك مكتسحاً الألقاب الواحد تلو الآخر ليزيح غريمه الإسباني رافايل نادال عن صدارة التصنيف العالمي مع نهاية العام الحالي.
وقال ديوكوفيتش 31 عاماً: «كنت أعاني آثار إصابة في الكوع، لكنني نجحت في تجاوز آثارها بسرعة قياسية، إذ شعرت لحظة عودتي إلى ميادين التنس بأنني في الثانية والعشرين من عمري لأنجح في الظفر بلقب بطولة ويملبدون يوليو الماضي، فيما شهد النصف الثاني من العام الحالي ذروة حضوري التنافسي في بطولات الماسترز وشنجهاي وسينسيناتي وبطولة الولايات المتحدة الأميركية».
ولم يسبق لأي لاعب على مدار تاريخ التنس أن كان يحتل المرتبة 22 لينجح وخلال بضعة أشهر في الصعود إلى المرتبة الأولى، إذ قال ديوكوفيتش عن هذه المسيرة الإعجازية: «تعلمت من هذا الموسم الكثير، لقد نحت في الصخر وضحيت بالكثير من أجل العودة إلى سابق عهدي، وهذا ما تحقق في النهاية. حالياً أنا أتأهب بعد مشاركتي في بطولة مبادلة لدخول المنافسة على لقب بطولة أستراليا المفتوحة التي تصادف أنها أول بطولة أظفر بلقبها على صعيد الجراند سلام قبل عشرة أعوام. آمل أن تمنحني الثقة الكبيرة التي اكتسبتها خلال الأشهر الستة الماضية القدرة على الظفر بلقب بطولة مبادلة، ومن ثم المنافسة على لقب بطولة أستراليا. لقد سبق لي تحقيق العديد من النجاحات على صعيد بطولة مبادلة العالمية خلال الأعوام الماضية فهي بمثابة الانطلاقة الرائعة للموسم المقبل».
بدوره، بدا الماتادور الإسباني رافايل نادل متفائلاً قبل ظهوره مساء اليوم، بعدما تعرض العام الحالي إلى ثلاث إصابات، الأولى في منطقة الركبة ببطولة الولايات المتحدة الأميركية سبتمبر الماضي تبع ذلك تعرضه إلى إصابة في البطن، ومن ثم الخضوع إلى عملية جراحية خفيفة لعلاج مشكلة في الأنكل.
وأكد نادال ثقته المطلقة في المنافسة على ألقاب الجراند السلام الأربعة العام القادم وقبل ذلك كله لقب بطولة مبادلة العالمية، مشيراً إلى أنه ورغم الإصابات الثلاث التي تعرض لها، إلا أنه يحتل المرتبة الثانية على لائحة تصنيف رابطة لاعبي المحترفين حالياً، في حين كان قد بدأ تحضيراته للموسم الجديد قبل أسبوعين تقريباً مضيفاً: «أعترف بأنني لست في أفضل حالاتي البدنية، لكن من المهم بالنسبة لي أن أخوض بعض المباريات التنافسية خلال الفترة الحالية وذلك قبل المشاركة في بطولة أستراليا المفتوحة، لقد كانت الأشهر الستة الماضية قاسية وصعبة للغاية، لكنني أؤمن أن الإصابات جزء لا يتجزأ من مسيرة لاعب التنس عادة ويجب أن يعتاد عليها المرء، وأن يملك القدرة على تخطيها».
وعن بطولة مبادلة قال نادال إنها الاستحقاق الأفضل لتأكيد عودتي إلى مستواي فمن هنا أبدأ مسيرتي في الموسم القادم، وآمل أن أكون في أفضل حالاتي للمنافسة على اللقب.
سيرينا: «مبادلة» فاتحة خير
قالت الأميركية المخضرمة سيرينا ويليامز التي سبق لها الفوز بـ23 لقباً على صعيد بطولات الجراند سلام إن وجودها في بطولة مبادلة العالمية للعام الثاني على التوالي يهدف بالدرجة الأولى إلى تعزيز حضور المرأة في رياضة التنس على الصعيد العالمي.
وبعدما سبق لسيرينا خوض مواجهة استعراضية أمام اللاتفية يلينا أوستابينكو العام المنصرم، أكدت أمس أنها لمست خلال المشاركة الماضية مقدار الشغف الكبير بهذه الرياضة، ففي مثل هذا الوقت العام الماضي شاركت سيرينا في البطولة إثر انقطاعها فترة لا بأس بها عن ميادين التنس بعدما أنجبت ابنتها، وكانت هذه البطولة بمثابة فاتحة خير عليها في الموسم الماضي الذي تخللته مشاركتها في العديد من البطولات العالمية.
وتؤكد سيرينا التي تحتل المرتبة الـ16 على لائحة تصنيف رابطة لاعبات التنس المحترفات أنها تنشد البداية القوية قبيل دخولها معترك الموسم القادم، ولذلك كانت حرصت على الحضور إلى أبوظبي مجدداً لمواجهة شقيقتها كتمهيد مهم قبل دخولها المنافسة على لقب بطولة أستراليا المفتوحة الشهر القادم، حيث تشعر بأنها تملك القدرة على إضافة اللقب الـ24 على صعيد بطولات الجراند سلام.
حضور كبير
أعطى الحضور الجماهيري الكبير في مجمع التنس الدولي بالعاصمة أبوظبي انطباعاً جيداً بنجاح منقطع النظير للنسخة الحادية عشرة التي ستشهد اليوم ظهور الصربي ديوكوفيتش والإسباني نادال في نصف نهائي المسابقة.
وفور افتتاح قرية التنس التي طرأت عليها العديد من التعديلات لتبدو أوسع من ذي قبل، كانت الجماهير تحتل الباحات الخارجية المحيطة بمجمع التنس الدولي والتي شهدت اكتظاظاً غير مسبوق من محبي التنس الذين حرصوا على المشاركة في الفعاليات الرياضية والترفيهية المتنوعة، وتضم قرية الفعاليات أجنحة الشركات الراعية إلى جانب مناطق خاصة تفاعلية برياضة التنس ومطاعم ومقاهٍ.
فينوس: أبوظبي تجربة فريدة
أعربت فينوس ويليامز عن حماسها الشديد للتواجد في هذا الحدث العالمي الذي سمعت عنه الكثير خلال الفترة الماضية وبالأخص من شقيقتها سيرينا التي خاضت تجربة فريدة من نوعها هنا في أبوظبي، مشيرة إلى أن الموسم القادم يشهد العديد من التحديات على الصعيد الشخصي.
وكانت قد أعلنت في وقت سابق عزمها المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، ومن هنا يكمن التحدي على حد وصفها، إذ تسعى إلى الوصول إلى حالة مثالية من الجاهزية الفنية والبدنية خلال الأشهر الـ21 المقبلة التي تفصلها عن التواجد في الأولمبياد.